جلس الشاب ذو الملابس الانيقة بهدوء وهو يقرأ كتاب عن تاريخ امبراطورية المفترس .

"انهم وحوش كيف يمكنه أكل الأطفال و النساء , لن أرحمهم أبدا " صرخ الشاب بغضب ولكن سمع صوت ضحك قريب منه .

"من هناك ؟ " نهض الشاب برعب ونظر حوله على الرغم من ان هذه المنطقة خاصة بالعشيرة العربية ولكن لا يعني ان الأعداء لن يظهرو .

"هل تقرأ حول عرق المفترس ؟ " تكلم الصوت الانثوي قبل الخروج من الأعشاب .

نظر الشاب الى الفتاة الجميلة وشعر بالدهشة لأنه لم يشاهد مثل هذا الجمال من قبل في عشيرته .

"انت لست من عشيرتنا , ماذا تريدين ؟ " صرخ الشاب برعب .

"لا شيء لقد خرجت للعب فقط ورأيتك صدفة تقرأ ذلك الكتاب , هذا أمر غريب أثناء الحرب الجميع يقومون بزراعة ولكنك تقرأ كتاب ؟ " تكلمت الفتاة الجميلة بفضول .

"الأوغاد من عرق المفترس قامو بأخذ نصف أراضينا والعديد من عشيرتنا إنضمو لهم !! " صرخ الشاب .

"لهذا إذن انت تكره عرق المفترس ؟ " ردت الفتاة الجميلة .

"إن الجميع يكره هذا العرق الشرير " تكلم الشاب .

"وماذا فعل هذا العرق ليصبح شرير ؟ "

"يأكلون الاطفال لزيادة قوتهم و يقومون بغزو الشعوب الاخرى من أجل إحلال السلام العالمي هذا هراء بالكامل " تكلم الشاب بشراسة .

"هل تقول اذن ان عشيرتك لا تغزو المناطق المجاورة ؟ , ثم هل رأيت عرق المفترس يقومون بأكل الأطفال ؟ " ردت الفتاة الجميلة بوجه ساخر .

تعثر وجه الشاب وبدأ يفكر بجدية لم تكن الاشياء التي قالتها الفتاة خاطئة لأن الجميع يقومون بغزو الآخرين لحماية أنفسهم في المستقبل و ايضا لم يرى اي شخص من عرق المفترس لذلك لم يستطع الحكم من قراءة بعض الكتب .

"لقد هربت من ذلك الإتجاه !! "

سمع الشاب و الفتاة صراخ الجنود بالعربية , قبل ان يعرف الشاب ما يحدث هربت الفتاة بسرعة كبيرة وإختبأة , بعد لحظات ظهرت مجموعة من الجنود العرب .

"السيد الشاب هل رأيت فتاة بهذه المواصفات !! " تكلم الجندي .

رأى الشاب الصورة وأدرك انها نفس الفتاة الجميلة التي كانت هنا , أشار الشاب انه لم يشاهد هذه الفتاة من قبل لذلك إعتقد الجنود انها هربت من الطريق الآخر.

"لماذا انتم تبحثون عنها ؟ " تكلم الشاب .

"انها من عرق المفترس وهي خطيرة جدا . عليك الحذر إن الأجواء في الخارج خطيرة لذلك لاتغادر وحدك مرة أخرى " حذر الجندي وغادر بسرعة للبحث عن الفتاة .

"انها جميلة جدا " تنهد الشاب ولكن فجأة ظهرت الفتاة الجميلة مرة أخرى وبدأت بالضحك , شعر الشاب بالخجل لأنه تحدث بصوت عالي وسمعته .

" إسمي شوشون وانت ؟ " تكلمت الفتاة الجميلة وهي تمد يدها بخجل .

"إسمي سليمان " مد يده للفتاة الجميلة .

إبتسمت شوشون وصاحفته ولكن إختفت الإبتسامة من وجهها وشعرت بالصدمة وقالت : "ليس لديك تشي في جسمك ؟ "

"لقد ولدت بدون دانتيان لذلك لا أستطيع زراعة التشي " ضحك سليمان ولكن تعابير الحزن لم تخن شوشون .

ارادت شوشون ان تقول شيء ولكنها تراجعت وجلست مع سليمان وبدأو في الحديث حتى غابت الشمس .

تغير المشهد أمام مسلم وكأن العديد من السنوات مرت بسرعة .

ظهر سليمان هذه المرة أكبر بعدة سنوات , وقف امام كوخ وهو يبدو بحالة حزينة , خرجت مرأة جملية كانت نفسها شوشون ولكنها أجمل وأكثر نضجا .

"عزيزي , اهلا بعودتك" إبتسمت شوشون لسليمان .

"هاهاهاها هل بطليا يتنمرون على والدتهم ؟ " ضحك سليمان ولمس بطن شوشون .

"انهم يتحركون بشدة يبدو انهم مثل والدهم " ردت شوشون بسعادة .

عانق الزوجين بعضهما وهم يضحكون بسعادة متجاهلين كل مايحدث حولهم , ظهر رجل برداء أبيض مطرز بنقوش ذهبية وهو ينظر الى الزوجين كان الهواء حوله يتشوه .

"من انت ؟ " التفت سليمان وهو يحمي شوشون .

"هو هو هو اذن انت صهري !! " ضحك الرجل .

"أبي !! " ذعرت شوشون وتراجعت بضع خطوات للخلف .

"أنا آسف لأنني لم أبارك لكي زواجك لبعض الاسباب المهمة " إبتسم الرجل ولكن على عكس سليمان أصبحت شوشون أكثر خوف .

"اذا أتيت لإعادتي فأنا لا اريد العودة !! " تكلمت شوشون بإصرار .

ضحك الرجل وتقدم بضع خطوات ولكن سرعان ما تغير المشهد أمامه .

"الهالة العربية, يا له من مستوى مرعب !! " همس الرجل كانت الصدمة ظاهرة على وجهه .

شعر الرجل انه تم إغلاقه في مكانه اذا تحرك سيهاجم من جميع الأطرف .

"انت لاتملك التشي ولكنك وصلت لهذا المستوى المخيف من الهالة أخشى انك أول شخص يصل لهذا المستوى !! " أشاد الرجل ذو الرداء الابيض .

"اذا ارادت شوشون الذهاب فأنا لن أمنعها , لكن اذا أردت أخضها بالقوة فستندم كثيرا " تغير شكل سليمان بالكامل وأصبح شعره أصفر مثل الذهب و عيونه ذهبية .

شاهد مسلم برعب مستوى الذي وصل له سليمان كان أعلى من المستوى العاشر على الرغم من انه لم يعرف كم المستوى الذي وصله ولكن كان متأكد انه يستطيع الوقوف امام الرجل ذو الرداء الابيض .

رمى الرجل ذو الرداء الابيض قلادة حمراء كان عليها نقش مخلب كتبت عليها "امبراطور المفترس " وقال :"ربما لن أكون موجود عند عودتك ولكن هذه القلادة ستحميكم !! "

أمسك سليمان القلادة وشعر بقوتها الصادمة عندما نظر الى الرجل ذو رداء الابيض كان قد غادر بالفعل .

"اذن هذا هو امبراطور المفترس شو ميان" همس سليمان وهو ينظر الى مكان الرجل .

تغير المشهد مرة أخرى من أمام مسلم ونقله الى مكان وزمان آخر .

"تسك تسك بعد القضاء على عرق المفترس لم يبقى سوى انت !! " ضحك الصوت الشرير .

عندما سمع مسلم هذا الصوت شعر بالقشعريرة لأن صاحبه لم يكن سوى احد الراكشا .

وقفت شوشون وهي تحمل طفلين في يدها وهي تنظر الى سليمان الذي كان يقف شامخ امامها ولكن على عكس مظهره الخارجي كان قلبه محطم وشعر بالخيانة لأن أفراد عشيرته والذي إعتقد انهم أفراد عائلته الآن يقفون بجانب الراكشا ويريدون منه تسليم طفليه وزوجته والخضوع لهم .

"سليمان , الزعيم لا يستطيع حمايتك للأبد سلم نفسك وستنخفض العقوبة " تكلم شيخ كبير وتبعه ايضا العديد من الرجال الذين كانو من سن سليمان .

"ماذا عن زوجتي ؟ " سئل سليمان

"سنأخذها للتحقيق معها فقط !! " تكلم الصوت الخبيث للراكشا بإبتسامة سامة .

"مارأيك يا عمي ماذا أفعل الآن " تكلم سليمان وهو ينظر عمه .

عندما لاحظ الشيخ ان سليمان يسئله شعر بالراحة وفكر في نفسه كم كان سليمان غبي من الواضح انه بمجرد إستسلامه سيقومون بسحب الهالة منه وقتله مع عائلته .

"إبني استسلم وسنحقق العدالة لك " تكلم الشيخ بكل بر وتقوى وهو ينظر الى سليمان .

هاهاهاهاهاها....... ضحك سليمان بجنون وبدأت الأشجار تتآكل قبل ان تسقط كحبات رمال وظهرت الروح القتالية كانت عبارة عن مارد عملاق يحمل صابر .

"مارد الصحراء" صرخ سليمان وإنفجرت هالته الذهبية وغطت المنطقة .

"آآآآآغغغغ"

"انا أذوب ماذا يحدث !! " صرخ احد بجوار الشيخ .

"أوقفوه بسرعة " صرخ الشيخ .

إندمج مارد الصحراء بجسد سليمان وظهرت حلقة ذهبية فوق رأسه ونمى شعره طويل ذهبي وكشف عن صدره العضلي وعضلات بطنه المنحوتة مثل الصخر .

"صابر الإبادة !!" صرخ سليمان ولوح بصابره الذي حمل ثقل الجبال .

بووووم!!!

انفجرت أكثر من 10 شخصيات بضربة واحدة وطارت أجساد الراكشا الى تلة قريبة .

"انه قوي جدا لكن..... " نهض الشيخ من الحفرة والدماء تتسرب من جسده ولكن إبتسامة خبيثة كانت على وجهه .

نظر سليمان الى الراكشا وأفراد عشيرته مثل الملك الذي ينظر الى جرذان المستنقع .

"لم تترك لي خيار آخر " تكلم الشيخ وأشار الى احد الاشخاص المجاورين .

"تكوين منع الهالة !! " همس سليمان لأنه إكتشف الخدعة وإنطلق بسرعة لإيقافهم ولكن ظهرت شخصية ووجهت لكمة نحو جسده لم يستطع التراجع بسرعته المرعبة .

صدم مسلم عندما شاهد الشخصية التي وجهت الضربة الى سليمان , فتاة جميلة ذو شعر طويل أسود و عيون مثل الفحم كانت من الراكشا.

"الام رقية !! " همس مسلم وهو يشاهد المنظر امامه .

رقية كانت زوجة والده الثانية ولكن الآن بدأت أصغر سنا وأكثر قوة , رمى سليمان آلاف الضربات القوية بصابره وفي الأخير إخترق جسد الفتاة .

لسوء الحظ كان التكوين قد تم تجهيزه ولم يعد أمام سليمان أي طريقة للقتال , بمجرد إنتشار التكوين إختفت قوة سليمان المرعبة وأصبح مثل البشري العادي.

بوووم !!

ارسل الشيخ هجوم مباغت لسليمان قذفته بجوار شوشون , شعرت بالخوف وأسرعت لرؤية سليمان كان لديه إصابات خطيرة في جسده.

تقدمت العديد من الشخصيات ونية القتل مرعبة يطلقونها بإتجاه شوشون وسليمان أرادو أسرهم وليس قتلهم ولكن القوة التي اظهرها سليمان كانت ساحقة .

نظر سليمان الى شوشون ولكنه سرعان ما تحول وجهه الى شاحب عندها أدركت شوشون ان أحد طفليها قد إختفى من ذراعيها . حولت نظرها لتكتشف ان أحد الراكشا كان يمسكه من ساقه بينما الطفل يبكي بشدة .

"يا لها من سمكة لذيذة عندما نأخذها الى عالمنا سنضمها لمزارعنا الجديدة " ضحك الراكشا وأظهر أسنانه البيضاء بوحشية .

بووووووم !!

حول الجميع نظرهم لمكان الإنفجار عندها أدركو أن التكوين الذي يمنع الهالة قد إختفى وظهر رجل غاضب كان رداءه يطير في الهواء والفضاء يتشوه بإستمرار حوله .

"أين إختفى ؟ "

تفاجئ الجميع بإختفاء الرجل وظهر مرة أخرى وهو يمسك بالطفل الصغير , سقطت ذراع الراكشا امامه دون ان يعرف .

"زعيم العشيرة نحن كنا ننفذ الأوامر فقط " ركع بعض الناجين من العشيرة العربية .

"الأخ لقد أجبرني الراكشا على هذا !! " ركع الشيخ ايضا .

" غادر !! سيبقى هذا الطفل معي " تكلم الرجل كان والد سليمان وعلى الرغم من أنه عارض زواجه من اميرة عرق المفترس لانه سيكون في خطر ولن يستطيع حتى هو حمايته .

"لكن ....." تكلمت شوشون ولكن قاطعها سليمان بحزم وسحق القلادة ظهر تكوين وإختفى سليمان وشوشن للأبد ولكن قفزت فتاة الراكشا الى التكوين على الرغم من جروحها الخطيرة .

بمجرد مغادرة سليمان وشوشون ظهرت العديد من الهالات القوية بينهم الراكشا و البشر والعديد من الأجناس من جميع الامبراطوريات .

"اللعنة عليك ايها العربي الغبي لقد تركت اميرة المفترس تهرب , سلم ذلك الطفل وإلا ... " تكلم الراكشا الذي قطعت يده في السابق بجرأة عندما شاهد احد ملوك الراكشا قد جاء .

"هل هذا هو طفل المفترس ؟ " سئل ملك الراكشا

"وإن يكن ..." رد ابو سليمان بنية قتل مرعبة , شعر الحضور ان وحش من العصور القديمة يحدق بهم .

"لقد إختفى عرق المفترس للأبد !! " أعلن ملك الراكشا بهدوء لم يكن يريد الدخول في قتال مع هذا الشخص ربما فقط امبراطور الراكشا يمكنه هزيمة هذا الرجل العربي .

"لايملك عروق تشي وليس من عرق المفترس " تنهد ابو سليمان عندما فحص الطفل في يده وذكره بإبنه سليمان عندما كان صغير .

انتهى .

*********************

لإستفسارتكم اكتبو في التعليقات .

2021/12/07 · 198 مشاهدة · 1694 كلمة
نادي الروايات - 2024